منذ 2 شهر 2 أسبوع 3 يوم 23 س 44 د 7 ث / الكاتب Zainab Chouman

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

"قولوا للجميع إنّكم عدتم إلى الساحة"، بهذه الكلمات لمناصريه في بيت الوسط، اختصر الرئيس سعد الحريري الرسالة من زيارته وما رافقها من تمهيد لعودته إلى الحياة السياسية، وإن كان يصرّ في كل إطلالاته بأنّ "كل شي بوقتو حلو"، وأن الوقت لم يحن بعد للعودة عن قراره بتعليق العمل السياسي. 

وبانتظار هذا الوقت المناسب، خطوات منتظرة من الحريري الذي سيتابع القيام بمروحة من اللقاءات والاتصالات في أيامه المتبقية في بيروت، حيث توقّع النائب السابق عن تيار المستقبل عاصم عراجي، عبر موقع mtv، أن يقوم الحريري بتفعيل "التيار" بشكل أكبر.
إلا ان عراجي أشار إلى أنّ المنطقة تمرّ في ظروف خاصّة عطفاً على الوضع الداخلي مع غياب رئيس للجمهورية، مضيفاً: "في الوقت الحاضر الأوضاع لا تزال غير مناسبة، والأمور مرتبطة بحرب غزة وما سيحدث هناك، خصوصاً أنّ اجتماعات القاهرة لا تزال غامضة. وكذلك لبنانياً، فحزب الله يقول إنّه لن يوقف الحرب قبل وقف العدوان على غزة. وبالتالي من الصعب الآن التغيير في لبنان". وتابع "عندما غادر الحريري قام بتعليق العمل السياسي لكنّه لم يترك السياسة. وعلينا الانتظار لإعادة انتظام عمل المؤسسات الدستورية بدءاً من انتخاب الرئيس، الذي سيكون المفتاح لمختلف القضايا المطروحة من أموال المودعين ورواتب الموظفين وسواها".

إصرار أجواء "المستقبل" على أن الوقت الآن لا يزال غير مؤاتٍ للعودة السياسية، إنما هو إشارة واضحة إلى أن الأمر سيكون مرتبطاً بالتسوية المقبلة التي ستخرج البلد من الفراغ القائم، من خلال الاستحقاق الرئاسي ومن بعده تشكيل الحكومة. وهنا يصبح السؤال مشروعاً، هل سيكون الحريري رجل التسوية المقبلة؟ 
لا يستبعد عراجي أن يكون للحريري دورٌ في التسوية المقبلة بشكل ما. ولكن رداً على سؤال عمّا إذا سيكون رئيس حكومة العهد المقبل الأولى، يجيب عراجي: "المطلوب حصول اتفاق سياسي قبل تشكيل الحكومة لتسهيل عملها، وإلا سيكون الفشل مصيرها كما في السابق"، مشدداً على أهمية إعادة التوازن في البلد والاتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة المقبلين كي لا تُعاد تجربة ما حصل في عهد الرئيس ميشال عون.

عاد الحريري إلى الأضواء، ورصدُ نشاط بيت الوسط في الأيام الماضية يحمل الكثير من الدلالات، منها حفاوة اللقاء مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي استُبقي على العشاء. فهل سيعيد تجربة ترشيح فرنجية في العام 2015؟
يجيب عراجي: "سبق للحريري أن دعم فرنجية، ولكن حزب الله هو مَن رفض حينها. ويجب معرفة موقف الكتل النيابية منه لا سيما المسيحية، خصوصاً في ظلّ رفض كلٍّ من "القوات" و"التيار" لهذا الترشيح".

تحوّلٌ كبير شهده المشهد السياسي بعد الذكرى الـ19 لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، واتضاح الصورة سيحتاج بعض الوقت حكماً، بانتظار أن تنضج طبخة التسوية اللبنانيّة... طبعاً ما بعد غزة.